السبت، 28 نوفمبر 2009

الحجاج يرمون الجمرات بسلام

بدأ أكثر من مليوني حاج أمس، رمي الجمرات الثلاث الكبرى والوسطى والصغرى في منى في أول أيام التشريق الثلاثة بعد التحلل الأصغر أول أمس الجمعة، من دون تسجيل حوادث.


ورمى الحجاج الجمرات الثلاث مبتدئين بالصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى (جمرة العقبة) بعدما قاموا الجمعة برمي جمرة العقبة وحلقوا شعر الرأس وقاموا بطواف الإفاضة حول الكعبة والسعي بين الصفا والمروة.


ويشتد الحماس ببعض الحجيج وهم يرمون الجمرات بحصيات سبع لكل واحدة ويرددون مع كل رمية “الله اكبر” فيما ترتفع بين كل جمرة وأخرى أصوات تلهج بالدعاء وطلب الرحمة والمغفرة.


وترمز الجمرات الثلاث إلى رفض النبي إبراهيم عليه السلام، وزوجته هاجر وولده إسماعيل غواية الشيطان.


ولم تسجل أية حوادث كبرى على مستوى الازدحامات أو الكوارث الصحية والأمنية سيما أن الأحوال الجوية كانت متقلبة وسيئة وشهدت مكة المكرمة والمشاعر المقدسة خصوصا منى وصعيد عرفات أمطارا أدت أحيانا إلى شل الحركة المرورية. وساعدت الاحتياطات الأمنية الكبيرة المدعومة بأكثر من مائة ألف عنصر امني والتي اتخذتها السلطات السعودية في عدم وقوع حوادث أو كوارث.


ويشرف رجال الأمن على احترام مسارات الحجاج بحيث لا تلتقي طرقات الذاهبين إلى الجمرات مع طرقات العائدين منها حتى لا يحصل تداخل وتدافع. كما كان لإنجاز جسر الجمرات بأدواره المتعددة اثر ايجابي في تحقيق تسهيل مهمة الحجاج من دون حوادث أو اكتظاظ مميت كما حصل في مواسم حج سابقة. ويستوعب كل دور 120 ألف حاج في الساعة وقد زودت بعشرات السلالم الكهربائية والمصاعد لذوي الاحتياجات الخاصة.


واستعانت وزارة الصحة السعودية بخمسة آلاف عنصر نسائي لتقديم الخدمات الطبية لحجاج بيت الله الحرام في المشاعر المقدسة. وتعد هذه هي المرة الأولى التي تتم فيها الاستعانة بهذا العدد الكبير من العناصر النسائية إذ تمثل 30% من أعداد المشاركين في الحج المقدر ب18 ألف عنصر.


وشدد حبيب زين العابدين أمين هيئة تطوير مكة والمشاعر المقدسة على أن المشروعات التي أنجزت مثل جسر الجمرات، سهلت على الحجاج أداء المناسك وفي جعله “حجاً آمناً”.


وقال الحاج محمد فاضلي وهو ناشر وباحث من الجزائر “الإجراءات كانت ناجعة جدا، العامل الأساسي في عدم الخوف من المخاطر هو العامل الديني وشوق الناس للحج أدى إلى عدم الهوس بمرض إنفلونزا الخنازير أو وقوع أية حوادث”. وتابع “الترتيبات السعودية كانت عملية وخارقة رغم الأمطار غير المتوقعة”.


أما احمد منصور سيسي وهو مسؤول في وزارة الثقافة والإعلام السنغالية فأكد أن السلطات السعودية “بمعرفتها في خدمة ضيوف الرحمن استفادت من خيارات أفضل ومتجددة”.


ويقول مشاري وهو حاج من مكة “التطعيم ضد المرض والإجراءات الوقائية الكبيرة المتخذة أدت إلى السيطرة بحمد الله على الأمور وعدم وقوع كوارث، هذه كرامات الحج”.


ولم يلاحظ في الساعات الأولى من نهار السبت ازدحام لافت في منطقة رمي الجمرات. وآثر آلاف الحجاج خصوصا الذين تبعد مخيماتهم كثيرا عن منطقة رمي الجمرات ليل السبت افتراش الأرض على جانبي الطرق والممرات القريبة من جسور رمي الجمرات لكسب الوقت رغم كل النداءات من عناصر الأمن بعدم إعاقة الطرق بالافتراش.


وقالت الحاجة أميرة الحج عبد (59 عاما) من المغرب “جئت مع زوجي وبقيت طوال الليل قرب جسر الجمرات لنرمي الجمرات الثلاث اليوم”، واضافت وقد بدا عليها الإجهاد الشديد “لا اقصد أن أعيق حركة احد..افترش سجادتي بجانب الرصيف دون إعاقة احد”.


ويقول موسى أبو غربية وهو حاج فلسطيني “جرت الأمور بشكل أفضل مما كان متوقعا خاصة في ظل الأجواء الماطرة في المشاعر المقدسة..استطاعت الأجهزة استيعاب الحوادث بسرعة قصوى والحج بشكل مريح وملائم كما لوحظت إجراءات متطورة لتسهيل الحج”.


ويتواصل رمي الجمرات أيام التشريق الثلاثة، السبت والأحد للحاج المتعجل وحتى الاثنين لغير المتعجل. واثر الانتهاء من رمي الجمرات يتوجه الحاج إلى مكة المكرمة للسعي وطواف الوداع ويغادر بعضهم الأراضي السعودية اثر ذلك في حين يتوجه الآخرون إلى الحرم المدني لزيارة قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم لمن لم يقم بذلك قبل مناسك الحج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق