السبت، 28 نوفمبر 2009

اكثاكثر من مليوني حاج عند صعيد منى لرمي الجمرات في اول ايام التشريق

اكثر من مليوني حاج عند صعيد منى لرمي الجمرات في اول ايام التشريق
بواسطة عادل الزعنون (AFP) – منذ 3 ساعة/ساعات

منى (السعودية) (ا ف ب) - بدأ اكثر من مليوني حاج السبت رمي الجمرات الثلاث الكبرى والوسطى والصغرى في منى في اول ايام التشريق الثلاثة بعد التحلل الاصغر الجمعة، دون تسجيل حوادث.

وبحسب مصلحة الاحصاء العامة السعودية فان "عدد الحجاج لهذا العام بلغ مليونين و313278 حاجا، منهم مليون و613965 من الخارج و699313 حاجا من داخل المملكة".

ويرمي الحجاج السبت الجمرات الثلاث مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى (جمرة العقبة) وذلك بعد ان قاموا الجمعة يوم عيد الاضحى برمي جمرة العقبة فقط وحلقوا شعر الراس وقاموا بطواف الافاضة حول الكعبة والسعي بين الصفا والمروة.

ويشتد الحماس ببعض الحجيج وهم يرمون الجمرات بحصيات سبع لكل واحدة ويرددون مع كل رمية "الله اكبر" فيما ترتفع بين كل جمرة واخرى اصوات تلهج بالدعاء وطلب الرحمة والمغفرة. وترمز الجمرات الثلاث الى رفض النبي ابراهيم وزوجته هاجر وولده اسماعيل غواية الشيطان.

واشاد العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في كلمة توجه السبت الى الحجاج بحسن سير مناسك الحج لهذا العام مشددا على حزم سلطات بلاده في المستوى الامني.

وقال "لن نسمح لاحد بتعكير صفو هذه الشعيرة المباركة، والنيل من امن وفود الرحمن ، فامن الحجيج مسؤولية لا تقبل التراخي واللين ، ولن نتعامل معها إلا بكل حزم وحسم". كما اكد على وسطية الاسلام وتسامحه في مواجهة التطرف والغلو.

وقال ان "ركب الدعوة الى الله (..) يواجه كافة اساليب التطرف والغلو بما اوتي من العلم والفهم (..) ليهدي الناس باذن ربهم الى صراطه المستقيم ودينه القويم ويعطي للعالمين انموذجا حيا ومثالا ناصعا لقيم ديننا السامية وينفي عنه الاكاذيب والمغالطة ويتبرأ من طرفي النقيض، فدين الله وسط بين الجافي عنه والغالي فيه".

وشدد حبيب زين العابدين امين هيئة تطوير مكة والمشاعر المقدسة ان المشروعات التي انجزت مثل جسر الجمرات، سهلت على الحجاج اداء المناسك وفي جعله "حجا امنا".

ولم تسجل اية حوادث كبرى على مستوى الازدحامات او الكوارث الصحية والامنية سيما ان الاحوال الجوية كانت متقلبة وسيئة وشهدت مكة المكرمة والمشاعر المقدسة خصوصا منى وصعيد عرفات امطارا ادت احيانا الى شل الحركة المرورية.

وساعدت الاحتياطات الامنية الكبيرة المدعومة باكثر من مائة الف عنصر امني والتي اتخذتها السلطات السعودية في عدم وقوع حوادث او كوارث سيما في سرعة التصرف ومعالجة اي طارئ.

ويشرف رجال الامن على احترام مسارات الحجاج بحيث لا تلتقي طرقات الذاهبين الى الجمرات مع طرقات العائدين منها حتى لا يحصل تداخل وتدافع.

كما كان لانجاز جسر الجمرات بادواره المتعددة اثر ايجابي في تحقيق تسهيل مهمة الحجاج من دون حوادث او اكتظاظ مميت كما حصل في مواسم حج سابقة. ويستوعب كل دور 120 الف حاج في الساعة وقد زودت بعشرات السلالم الكهربائية والمصاعد لذوي الاحتياجات الخاصة.

ويقول الحاج محمد فاضلي وهو ناشر وباحث من الجزائر "الاجراءات كانت ناجعة جدا ..العامل الاساسي في عدم الخوف من المخاطر هو العامل الديني وشوق الناس للحج ادى الى عدم الهوس بمرض انفلونزا الخنازير او وقوع اية حوادث". وتابع "الترتيبات السعودية كانت عملية وخارقة رغم الامطار غير المتوقعة".

اما احمد منصور سيسي وهو مسؤول في وزارة الثقافة والاعلام السنغالية فاكد ان السلطات السعودية "بمعرفتها في خدمة ضيوف الرحمن استفادت من خيارات افضل ومتجددة على مستوى التنظيم لتامين راحة الحجاج". واضاف سيسي "بصراحة لم ار بنفسي اي تأثير للازدحام ولا اثر لمرض انفلونزا الخنازير".

وسجلت اربع وفيات وحوالي 60 حالة اصابة بانفلونزا الخنازير وفقا لخالد المرغلاني الناطق باسم وزارة الصحة. وهو رقم متواضع جدا مقارنة بحالة القلق التي كانت سائدة قبل بدء مناسك الحج.

وبدا ان اعدادا اقل من الحجاج تضع كمامات وقائية فيما يضع غالبية افراد الشرطة والفرق الطبية هذه الكمامات. وتجول مئات سيارات اسعاف صغيرة بين جموع الحجاج لتقديم مساعدات طبية وعلاجية. ويجري نقل الحالات المرضية التي تستدعي علاجا اطول الى المستشفيات او المراكز الصحية المنتشرة في مشعر منى.

ويقول مشاري وهو حاج من مكة "التطعيم ضد المرض والاجراءات الوقائية الكبيرة المتخذة من المملكة ادت الى السيطرة بحمد الله على الامور وعدم وقوع كوارث ..هذه كرامات الحج". ولم يلاحظ مراسل وكالة فرانس برس في الساعات الاولى من نهار السبت ازدحاما ملفتا في منطقة رمي الجمرات.

وآثر الاف الحجاج خصوصا الذين تبعد مخيماتهم كثيرا عن منطقة رمي الجمرات ليل السبت افتراش الارض على جانبي الطرق والممرات القريبة من جسور رمي الجمرات لكسب الوقت رغم كل النداءات من عناصر الامن بعدم اعاقة الطرق بالافتراش.

وتقول الحاجة اميرة الحج عبد (59 عاما) من المغرب "جئت مع زوجي وبقيت طوال الليل قرب جسر الجمرات لنرمي الجمرات الثلاث اليوم" وتتابع وقد بدا عليها الاجهاد الشديد "لا اقصد ان اعيق حركة احد..افترش سجادتي بجانب الرصيف دون اعاقة احد".

ويقول موسى ابو غربية وهو حاج فلسطيني "جرت الامور بشكل افضل مما كان متوقعا خاصة في ظل الاجواء الجوية الماطرة في المشاعر المقدسة..استطاعت الاجهزة استيعاب الحوادث بسرعة قصوى والحج بشكل مريح وملائم كما لوحظ اجراءات متطورة لتسهيل الحج". ويتواصل رمي الجمرات الثلاث ايام التشريق الثلاث، السبت والاحد للحاج المتعجل وحتى الاثنين لغير المتعجل.

واثر الانتهاء من رمي الجمرات يتوجه الحاج الى مكة المكرمة للسعي وطواف الوداع ويغادر بعضهم الاراضي السعودية اثر ذلك في حين يتوجه الاخرون الى الحرم المدني لزيارة قبر النبي محمد لمن لم يقم بذلك قبل مناسك الحج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق