الأربعاء، 9 ديسمبر 2009

إريتري يُلقي بطفليه في سيول جدة طمعاً في التعويض


غزة-دنيا الوطن
لا تتوقف حكايات ليالي جدة عن مرور الموت أمام المئات، حتى وهي تتماثل للتعافي وسط جهود لا تتوقف تحاول لملمة ما يمكن من جروح غائرة تركها الإهمال.

ولأن شر البلية ما يضحك فلم تعد تكتفي المفارقات بذكر حوادث الموت التي تسبب فيها سيل "الأربعاء الأسود" بل نكأت الإنسانية في مقتل تلك القصة الأخيرة التي تتداولها بعض المجالس في جدة وتناقلتها الصحافة والإعلام السعودية وعلى "فيسبوك" عن مقيم إريتري دفعه الطمع – بحسب ما تناقل- إلى إلقاء اثنين من أطفاله في بقايا السيول التي ضربت المدينة ليلقوا حتفهم أملاً في أن يحصل على تعويض مليوني ريال كما هو مقرر لضحايا السيول.

وتمكّنت الجهات الأمنية من اكتشاف فعلته بعد أن تقدم بقلب بارد للإبلاغ عن غرق اثنين من أطفاله العشرة, وأحالته للتحقيق, فيما كشفت معلومات أنه يقيم في المملكة منذ فترة طويلة.

ويتناقل الأهالي حكايات كثيرة يروونها لأهاليهم عن المطر والسيل، ففي قويزة الحي الحزين الذي عاش في مسار السيل الغائب ليعود ذات صباح ممهداً طريقه القديم بما فيه من بشر وممتلكات. على جانب المسجد المهدم الذي زارته لجنة من الشؤون الإسلامية واستمع لهم من بعيد محمد السفياني وهم يتحدثون عن إلقاء تبعات الأمر على الأمانة التي أقرت ترخيص بنائه، يقول محمد "تذكرت ذلك وأنا أستمع قبل أيام لحادثة وفاة أربعة من أبناء الحي غرقاً في المسجد بعد فراغهم من أداء صلاة الظهر، وكيف حاول عدد من المصلين تجاوز المياه التي غمرت المسجد حتى لقي 4 أجلهم ونجا عدد آخر".

وغير بعيد تُروى حكاية عن أسرة تواعدت مع بعض الأقارب للنزهة على البحر مع بدايات المطر الخفيف في صباح الأربعاء نفسه، غير أنه وعلى بعد مسافة قريبة من مسار السيل حيث كان أطفالها يلوحون من نوافذ السيارة توقف الأب فجأة وهو يرى تزايد منسوب المياه وحاول الاستدارة لخط الرجعة يريد سلوك الخط السريع ليفاجأ باتصال خال الأسرة وهو يطالبه باللحاق به فقد جرف السيل سيارتهم.

وما هي إلا دقائق معدودة تحولت فيها استغاثة الخال لطلب السماح والوداع ليختفي صوته إلى الأبد. بعدها حاول الأب النجاة بأسرته، كما تقول (أ.ع) عن زميلتها التي روت لها الحكاية أن الشباب الذين هبوا لنجدتهم تمكنوا من إخراج أختها الصغيرة وإنقاذها وبدأت تصيح بلا شعور، وتروي بقية الحكاية أنها بدأت بالنزول من السيارة والجري مع بعض أشقائها الصغار وبدأ السيل يجرفهم قليلاً قليلاً ورأت الموت قبل ان تتعلق بغصن شجرة ويتدخل بعض الحاضرين لانتشالها وبقية أشقائها، لم ينتهِ الأمر من دون خسائر فقد فقدت الأسرة الأم، فيما تؤكد أنها شاهدت شبح الموت يختطف المئات أمام عينيها.

وتبقى لجدة لياليها الحسان كما يقول البعض، وعلى الكورنيش تبدو ابتسامات الصغار والموجودين لا توحي بمقدار الألم الذي تتناقله حكايات المنازل، وأحاديث الجوالات راصدة لفترة تاريخية في حياة عروس وضعت زينتها وأجلت فرحها حتى إشعار آخر.

لجنة تقصي الحقائق في سيول جدة تستدعي المسؤولين المعنيين بالكارثة الحاليين والسابقين

ارتفاع الوفيات الى 117 حالة والمفقودين 48 شخصا
لجنة تقصي الحقائق في سيول جدة تستدعي المسؤولين المعنيين بالكارثة الحاليين والسابقين
جدة -ياسر الجاروشة- واس

بدأت لجنة التقصي والتحقيق في أسباب كارثة السيول في محافظة جدة التي تم تشكيلها إنفاذاً للأمر السامي الكريم استدعاء المسؤولين المعنيين بالكارثة الحاليين والسابقين للتقصي والتحقيق بعد دراسة المعلومات المتوفرة والإطلاع ميدانياً على المواقع المتضررة.

كما قامت لجان التحقيق الفرعية وفق جدول محدد باستدعاء الموظفين العاملين في جميع الجهات ذات العلاقة ممن لهم صلة بهذا الموضوع من الحاليين والسابقين وكل من يستدعي الأمر التحقيق معه من جميع الإدارات الحكومية الأخرى والشركات والمؤسسات التي قامت بتنفيذ المشاريع المعتمدة التي ثبت وجود قصور فيها .

وقررت لجنة التقصي والتحقيق الاستعانة بعدد من الخبراء والمختصين والمهتمين لدعم أعمال اللجنة .

وأهابت اللجنة بجميع المواطنين والمقيمين بالتواصل معها عبر موقعها الالكتروني (www.jed-investigation.org.sa ) ، وهاتف رقم (026648888 ( تحويله ( 2504 و 2509 و 2505 ) أو فاكس رقم ( 022832030 ) ممن لديه فكرة أو رأي أو معلومة تساعد اللجنة في عملها .

من جانب آخر أكد العميد محمد عبد الله القرني مدير المركز الإعلامي لمواجهة حالات الطوارئ بمحافظة جدة أن عدد المتوفين وصل إلى 117 فيما وصل عدد المبلغ عن اختفائهم حتى الآن إلى 48 شخصاً. وعدد الاسر التى تم ايواؤها 6697 بواقع 22959 فرداً، فيما بلغ عدد حصر أضرار العقارات 9452 عقاراً و8386 سيارة.

email mark

الاثنين، 7 ديسمبر 2009

الموقع الرسمي لهانا مونتانا

http://www.mileyar.com/vb

صورهانا مونتانا وهي صغيرة











مصاب بالإيدز يحقن زوجته بدمه أثناء نومها

ذكرت تقارير صحافية أمس، أن أحد المهاجرين في نيوزيلندا مصاب بفيروس نقص المناعة المكتسب «إتش أي في»، المسبب للإيدز حقن زوجته بدمه، بينما كانت نائمة، لينقل إليها الفيروس القاتل. وذكرت صحيفة «صنداي ستار تايمز»، أنه وفقاً لوثائق المحكمة فإن الزوجة (33 عاماً) قالت للشرطة نقلاً عن زوجها: «استخدمت إبرة لحقنك، لأنني أردت أن تكوني مثلي حتى يمكن أن تعيشي معي ولا تفارقيني». وفي أول قضية من نوعها في نيوزيلندا، اعترف الرجل(35 عاماً) بأنه حقن زوجته عن عمد بالفيروس، وهو الآن محتجز بانتظار محاكمته العام المقبل. وقد يواجه الزوج عقوبة قصوى تصل إلى 14 عاماً. وقالت السيدة للمحكمة إن زوجها وخزها مرتين بإبرة خياطة عليها دمه الملوث، بينما كانت نائمة، وأكدت أنها شاهدته، يوماً، وهو يمسك حقنة مليئة بدمه.

مصر تريد اعتذارا وتعويضات من الجزائر قبل اعادة سفيرها الى هذا البلد

القاهرة (ا ف ب) - اكد وزير الدولة للشؤون القانونية مفيد شهاب ان مصر لن تعيد سفيرها الى الجزائر، التي استدعي منها في اوج الازمة التي اثارتها مباراتي كرة القدم بين البلدين في اطار تصفيات التأهل لمونديال جنوب افريقيا 2010، الا اذا حصلت على تعويضات عن الاضرار التي لحقت بالمصالح المصرية في هذا البلد.

وقال مفيد شهاب في تصريح لصحيفة "الشروق" الصادرة الاثنين "لن نعيد السفير المصري في الجزائر الا لو تم الاعتذار والتعويض عن الخسائر التي لحقت بالمصريين من مصالح وافراد".

وكان التوتر بين البلدين بدأ اثر مهاجمة حافلة كانت تقل اعضاء المنتخب الجزائري في القاهرة قبل مباراة المنتخبين الاولى والتي انتهت بفوز مصر بهدفين مقابل لا شيء، ما استدعى اقامة مباراة حاسمة في الخرطوم بعد تعادل الفريقين بعدد النقاط والاهداف في صدارة مجموعتهما المؤهلة الى كاس العالم.

وبعد مباراة القاهرة، هاجم متظاهرون في شوارع العاصمة الجزائرية 15 مكتبا لشركة محلية تابعة لمجموعة اوراسكوم المصرية للاتصالات، كما قاموا باعمال تخريب استهدفت مرتين مكاتب شركة مصر للطيران في الجزائر. واتخذ الجدل بعدا دبلوماسيا اذ استدعت مصر سفيرها في الجزائر للتشاور، كما استدعت السفير الجزائري في القاهرة للاحتجاج على الهجمات.

من جانبه قدر وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط الاحد حجم الخسائر المصرية بعشرات ملايين الدولارات، مضيفا ان الشركات المصرية المستهدفة ومن بينها مجموعة اوراسكوم للاتصالات ستطالب بتعويضات.

وقال ابو الغيط وفقا لبيان صادر عن وزارة الخارجية ان "الشركات المصرية سوف تطالب بتعويضات عن هذه الخسائر (...) ونأمل ان تقوم الحكومة الجزائرية والجانب الجزائري بالاستجابة لهذه الطلبات". واعرب عن الامل في ان "تتطور الامور في المستقبل (...) بين شعبين وبلدين تجمعهما دائما اواصر الاخوة والمودة".

السبت، 5 ديسمبر 2009

لعبة تركيب صورة هانا مونتانا

تركيب صورة هانا مونتانا
تركيب صورة هانا مونتانا

لعبة البحث عن جواهر هانا مونتانا

البحث عن الجواهر
البحث عن الجواهر

معلومات عن هانا مونتانا


هاااي كيفكم انا جايبة لكم معلومات عن هانا مونتانا




هل تعلم ان مايلي مغنية منذ انت كانت تبلغ من العمر12



هل تعلم ان دانيال رادكليف(هاري بوتر)قال انه يحب مايلي سايرس(هانا مونتانا)




هل تعلم ان الاسم الحقيقي لمايلي هو ديستني



هل تعلم ان مايلي حصلت على افضل ممثلة مراهقة كوميدية لعام2007



هل تعلم ان مايلي شاركت في فلم هاي سكول ميوزيكال2 وكانت الفتاة التي ترقص قرب المسبح



هل تعلم ان هانا مونتانا<<مايلي حصل البومها الغنائي الجديد على المركز الثاني على مستوى العالم



هل تعلم ان هناك مدينة تحمل اسم مونتانا



هل تعلم ان مايلي لديها اخوين واختين



هل تعلم ان مايلي الفتاة الوسطى في العائلة



هل تعلم ان هناك عطرا يحمل اسم مونتانا



السيرة الذاتية لهانا
الاسم:ديستني سايرس
تاريخ الميلاد:23نوفمبر\تشرين2 \1992(17سنة)
السكن:لوس انجلوس،كاليفورنيا
الطول:1,63m
الكنية:مايلي
الاباء:بيلي راي سيروس(مغني\ممثل)وتيش فينلاي سيروس
الهوايات:الرقص,المشاركة في فريق المشجعات,الغناء,العزف على الغيتار و وكتابة الاغاني
مغنوا البوب المفضلين:هيلاري دوف,كيلي كلاركسون و اشيلي سيمبسن



وقعت 4صفقات البومات مع هوليوود



على الرغم من ابتسامتها المدهشة فانها تستعمل(تقويم اسنان)



كتبت مايلي احدى الاغاني التي عرضت في هانا مونتانا الموسم الاول"I Miss You"



شاركت مايلي في كتابة 7من الاغاني في البومها الاول

صور هانا مونتانا





الأربعاء، 2 ديسمبر 2009

لعبة تلبيس الفتاة

تلبيس الفتاة
الأختلاف

مصر والجزائر.. بين حزب فرنسا وحزب إسرائيل


د. محمد مورو

الأحداث المؤسفة التي شابت لقاءات مصر والجزائر الأخيرة في إطار ما يسمى بالتأهيل لكأس العالم في جنوب إفريقيا عام 2010 ليست مجرد أحداث عادية، بل إن خلفها مؤامرة واضحة, ولكننا نتعامى عن الحقائق.

بداية فإن التأهيل لما يسمى كأس العالم, ليس هدفًا دينيًّا أو قوميًّا أو وطنيًّا, فـكُرة القدم في النهاية لعبة وليست معركة حربية، والذي يصل أصلاً إلى كأس العالم سواء كان الجزائر أو غيرها لن يحقق شيئًا كبيرًا في تلك المسابقة الرياضية، وأقصى ما يتمناه أن يحقق حضورًا مشرفًا, ثم إن المسألة برمتها حتى لو أصبح بطلاً للعالم وفاز ببطولة كأس العالم لا تستحق كل هذا الجهد وتلك الإثارة المفتعلة، وكذا فإنه عندما تفقد الدول والشعوب دورها السياسي فإنها تبحث عن بدائل شكلية تحقق بها بعض التواجد لإلهاء شعبها عن الدور الحقيقي لتلك الدول.

إنه من المعروف والمعتاد أن تقوم الحكومات الفاشلة بانتقال قضايا وأحداث تلهي الشعوب عن هذا الفشل.

إن هناك مشاكل حقيقية في مصر والجزائر على حد سواء، مثل غلاء الأسعار وغياب الدور السياسي والاجتماعي والفشل الاقتصادي والتقصير في الدفاع عن القدس وتواضع الدور أمام أمريكا وإسرائيل, وهذا يعني أن الحكومتين لجأتا إلى زيادة اشتعال الموضوع وإلقاء الزيت على النار والنفخ في كل كبيرة وصغيرة لإلهاء الجانبين عن مشاكلهم الحقيقية.

نحن لا نحمِّل هذا الطرف أو ذاك المسئولية, ولكننا نرى أنها مسئولية مشتركة مقصودة أو غير مقصودة تستهدف هذا الذي حدث.

ولو لجأنا إلى نظرية المؤامرة, سنجد أن هناك حزبًا في الجزائر يسمى حزب فرنسا, استهدف، ولا يزال، الإساءة إلى عروبة الجزائر وإسلامها, ومحاولة قطع الطريق على ارتفاع نبرة الإسلام والعروبة في الجزائر, وهذه المباراة كانت مناسبة طيبة جدًا لهؤلاء، فاستغلوها أسوأ استغلال.

وكذا هناك في مصر حزب إسرائيل, الذي استهدف، ولا يزال، التشكيك في عروبة مصر, والادعاء دومًا بأن العرب والعروبة أمور فاسدة, أو أوهام ينادي بها البعض, وأن الأفضل لمصر تحسين علاقاتها بإسرائيل على حساب العرب والمسلمين, وأن تهتم مصر بمشاكلها وتدع جانبًا أوهام الدور العربي والإسلامي، وكانت تلك الأحداث بدورها فرصة مناسبة لهؤلاء.

إن ما ظهر من نوع غير رشيد من الانتماء الوطني هو أمر طبيعي, ولكن كان من المفترض أن يتم ترشيده في الاتجاه الصحيح، وليس على حساب الإخوة والأشقاء.

فمن هنا لا نقر ولا نبرر تصرفات شائنة قام بها جمهور الجزائر بالتحديد, وليس انحيازًا للشعب المصري أن نقول أن سلوك الجمهور المصري كان أفضل.

إذا تتبعنا الأحداث نجد أن القدر المتفق عليه أن حكومة الجزائر أرسلت على نفقتها حوالي 20 ألفًا من الجزائريين، معظمهم من الدهماء، إلى السودان, وقام هؤلاء بشراء الأسلحة، وتم إبلاغ مصر بذلك عن طريق السودانيين، وحتى لو لم يكن السودانيون قد أبلغوا المصرين بذلك فإن الأجهزة المصرية الموجودة بكثرة في السودان، هكذا ما نتصوره ونتوقعه، كان من الضروري، إما الانسحاب من المباراة باعتبار مصر الشقيق الأكبر, وترك بصمة تاريخية في السمو والارتفاع فوق الحدث, منعًا لوصول الأحداث إلى النقطة الحرجة, وهذا ما ناديت به أنا شخصيًّا قبل المباراة، وقلت إنه لا فرق بين أن تصل مصر أو الجزائر إلى كأس العالم في جنوب إفريقيا، وإذا لم يكن هذا السيناريو ممكنًا, فكان من الممكن إرسال عدد من قوات الصاعقة في ملابس مدنية لحضور المباراة وحماية البعثة والجمهور المصري, وإذا قال البعض إن ذلك أمر يؤثر على العلاقات مع السودان، قلنا حسنًا، ما دام الأمر كذلك كان سيناريو الانسحاب من المباراة أفضل.

لا يجب أن يغيب عنا كمصريين, أن هناك فشلاً في القطاعات واضحًا جدًا, ولن تكون الكرة استثناءً من هذا الأمر بالطبع. في كل الأحوال يجب وقف الشحن الإعلامي, والاهتمام بالأقصى الذي يضيع أمام عيوننا, وأعتقد أن جماهير مصر والجزائر أكثر اهتمامًا بمصير الأقصى من مصير فريق كرة قدم واللاعبين والمدربين والجهاز الفني والإداري في البلدين, خاصة أن الملاين من الدولارات تنفق سنويًّا على هؤلاء بلا أدنى ضرورة ملحة

حظر المآذن .. استفتاء العنصرية في سويسرا


الإسلام اليوم/ جنيف

في الوقت الذي كان يفتح فيه المسلمون بسويسرا مساجدهم لمختلف الجنسيات لمشاهدتها، والتوقف أمام جمال عمارتها، كان اليمين المتطرف في جنيف، ومعه ويدعمه ويرعاه مسيحيون ويهود، يعدون العدة لتطويق هذه المآذن، وطرحها للاستفتاء العام، تمهيدًا لوقف بنائها، ليكون بذلك مشروع قانون، يتمُّ بموجبه تعديل الدستور السويسري لوقف بناء مآذن المساجد.

الاستفتاء الذي جرى، وأقرَّه 57% من الاتحاد السويسري، سيكون مقدمةً لمشروع قرار يتم بموجبه تغيير الدستور ليفتح أفقًا جديدًا من العداء للإسلام في أوروبا، في الوقت الذي يتزايد فيه الحديث عن الرغبة في الحوار بين الشرق والغرب، والإسلام والمسيحية، وإزالة "غمامة" العداء التي اتسعت بين كل طرف، وخاصة بعد أحداث 11 سبتمبر الشهيرة، حتى أصبح شائعًا ما يعرف بـ"الإسلامو فوبيا".

ولا شكّ أن الاستفتاء يعكس حالة جديدة من العداء الغربي للإسلام، ويبدو وكأنه توزيع للأدوار بين كل دولة وأخرى، فإذا كانت دولة أوروبية قد منعت المسلمات من ارتداء الحجاب، فإن ثانية قد تهكمت على الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وثالثة ارتكب أحد مواطنيها جريمة نكراء ضد إحدى المحجبات، مما أودى بحياتها، نتيجة للشحن الإعلامي الذي ظلَّ يتعرض له هذا المتطرف وغيره من استعداء ضد المسلمين في الغرب، وكل ما يمتّ إلى عبادتهم بصلة، سواء كان ذلك في الملبس أو في تأدية الشعائر.

الغريب أن كل ذلك يحدث ودعاة الغرب، لا يزالون يتحدثون عن احترامهم للإسلام، وتقديرهم لرموزه، وعلاوة على ذلك رفعهم لشعارات الحرية الشخصية في الملبس والمعتقد وتأدية الشعائر، حتى سرعان ما تظهر هذه الحرية بأنها شعاراتٌ جوفاء، يفرغها الغرب من مضمونها، أو أنها حرية تقف فقط عند حدود غير المسلمين، وكأنها فقط قاصرةٌ على غيرهم، وأنه لا يحقُّ لهم العيش إلا في كنف الذلة والمهانة، أو بالأحرى الرضا بالقرارات الديكتاتورية الصادرة ضدهم.

وعلى الرغم من إبداء المسلمين لحسن النوايا، عندما فتحوا مساجدهم لغيرهم لمشاهدة قيمتها المعمارية، وأنها لا تؤذي الطبيعة، أو أنها لا يمكن أن تشوه البيئة، كما يدعي البعض من غلاة اليمين المتطرف، حيث لم يمنعهم كل ذلك من الضغط على الاتحاد السويسري لحشد التأييد للاستفتاء ضد بناء المآذن، ثم الادّعاء بأن ذلك يأتي حفاظًا على حرية العقائد.

إلا أنها العصبية الممجوجة بحق الإسلام والمسلمين، نتيجة حمحمة حزب الشعب اليميني المحافظ الذي تقدم بطلب لإجراء الاستفتاء لحظر بناء المآذن، والتي نظر إليها هذا الحزب وغيره على أنها وسيلة للتطرف والإرهاب، وما هي إلا نشوء حالة من الحقد والعداء ضد الإسلام ورموزه، في الوقت الذي تصر فيه الجاليات الإسلامية في سويسرا على أن اختيار المآذن كقباب للمساجد، لا يعدو أن يخرج عن مجرد وسائل للتعريف بالهوية الإسلامية للمساجد.

الغريب أن عدد المآذن في سويسرا لا يزيد عن أربعة مآذن فقط في جميع أنحاء البلاد السويسرية، في الوقت الذي يصل فيه عدد المساجد إلى مائتي مسجد فقط، يقوم بتأدية الشعائر فيه زهاء 400 ألف مسلم.

وينتقد اليمين المتشدد، ومنه أولرخ شلوير، عضو في حزب الشعب السويسري، المساجد والمآذن ويعتبرها رمزًا سياسيًّا وغير ديني، وأن "المسلمين في سويسرا لديهم نوايا لتطبيق الشريعة عبر إنشاء مجتمعات مغلقة ومعزولة تسيطر عليها أعراف وتقاليد مختلفة عن القانون السويسري"، منتقدًا النقاب وختان البنات وغيرها من الممارسات الدينية.

ويزيد شلوير على ذلك متمنيًا ألا تصبح سويسرا مثل ضواحي لندن حيث يعيش أكثر من خمسين ألف مسلم في مجتمعات مغلقة.

وربما تفسر هذه الحملة التحريضية ضد المسلمين، أو الأخرى الدعائية والتي أطلقتها الأحزاب اليمينية، وبرزت في شوارع العديد من المدن السويسرية بنشر ملصقاتٍ مثيرة للجدل تظهر امرأة منتقبة وخلفها مآذن على شكل صواريخ منتشرة في كافة أنحاء سويسرا.

ولا شكّ أن كل ذلك سيساهم في مزيد من حالات التوتر وتنامي الشعور بالكراهية داخل المجتمع السويسري ضد المسلمين، نتيجة استفزاز المسلمين، وإثارة نوع من الكراهية ضدهم.

وكان من تداعيات حملة الحقد الجديد ضد الإسلام والمسلمين، أن كانت هناك العديد من ردود الفعل الغاضبة في العديد من الدول العربية والإسلامية، علاوةً على رفض المنظمات الحقوقية العالمية لمثل هذا الاستفتاء، في الوقت الذي يؤكد فيه خبراء القانون أن إقامة المآذن لا يشكل أي خطورة على أمن المواطن السويسري بجانب عدم إساءتها لمشاعر أصحاب العقائد الأخرى.

وكما هو معروف، فإن بناء المآذن يأتي بغرض إيصال صوت المؤذن للمصلين، وأنها ليست هدفًا في حد ذاتها، وأن إلغاءها يؤشر على عدم تقبل الغرب لمعتنقي الإسلام.

ولذلك، فإنه من الضروري تحرك الجالية المسلمة في سويسرا وخبراء القانون والحقوقيين في دول العالم لعدم تحويل الاستفتاء إلى مشروع قانون، ومن ثَم إقراره كدستور جديد في الدولة السويسرية، والاستناد إلى أن سويسرا تسمح بوجود قباب على الكنائس ولا تتعرض لها مطلقًا.

الثلاثاء، 1 ديسمبر 2009